محمد سعد يكتب: مستقبل الصحافة الورقية - التقارب نيوز
محمد سعد يكتب: مستقبل الصحافة الورقية

لا شك أن أزمة الصحافة الورقية هي أزمة عالمية كبرى ولا شك أن هناك خلل يواجه مستقبل الصحافة الورقية وهو اعتراف ضروري ومطلوب لكن ليس فقط من أجل أدها إنما لمحاولة إحيائها من جديد ثم تطويرها وإعادة تدويرها على النمط العصري الحديث لأننا بحاجة إلى حس صحفي وكوادر مهنية تدرك حقيقة العصر الذي نعيش فيه فليس من المستحيل أن نطور أحوال الصحافة وهذه مناسبة استثنائية إذا ما نجحنا في استثمارها فإن التحول لمواقع إلكترونية لن يكون حلًا لمشكلة جوهرية كهذه لأن الصحافة الورقية تحتاج الي تطوير وتحديث وتغير بعض رؤساء تحرير الصحف ومجالس إدارتها وتعديل اللوائح والقوانين بحيث يتم تعيين رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف بطريقة هي مزيج من الانتخاب أو ترشيح عدد من الأسماء والتعيين رئاسيًا كان أو برلمانيًا، كما يجب تعديل اللوائح بحيث يتم هذا التغيير سنويًا بحيث لا يسهم طول البقاء بالمنصب فى إحداث حالة من الركود والكساد في الأداء الصحفي.

إن إصلاح الصحافة الورقية يجب أن تتحول إلى الموضوعات العميقة والمهمة وتستخدم أدوات تختلف عن تلك الموجودة التي لعبت دورًا كبيرًا في تهميش دور الصحافة المكتوبة عمومًا وللعلم التحول الرقمي ليس مجرد تكنولوجيا لكنه تقنيات مع ثقافة ومحتوى وإدارة وتخطيط ومعرفة إذا تحتاج المؤسسات الصحفية لاعتماد أسلوب إدارة تنفيذي حديث قائم على خطة تطوير تعتمد على رفع كفاءة الصحفيين وتدريبهم على العمل على قضايا المجتمع كله والاهتمام بوضع ميثاق مهني محترف ليعيد ذلك للمهنة مصداقيتها لدى القارئ فهذا القارئ هو المستهلك وهو الهدف الذى تستهدفه تلك الصناعة.

ولأن مستقبل الصحافة الورقية أصبح مرهونًا الآن بالمهنية والإبداع فالصحافة القومية لن تقدر على التطور ومجاراة الصحافة الإلكترونية إلا عن طريق الاهتمام بما وراء الخبر من تحليل ومتابعات وآراء وما إلى ذلك.

إن مستقبل استمرار الصحافة الورقية سيظل حاضرًا في المشهد الإعلامي ربما لسنوات قادمة ولكن استمرار حضورها سيعتمد فقط على إعادة النظر في محتواها  وأن تعود الى ألقها وتتجاوز أزمتها الراهنة فهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا شعبًا وحكومة ولا ننسى دور نقابة الصحفيين في محاولة دعم وتسهيل الصعوبات للصحف وللعاملين فيها للمحافظة علـى اسـتمرارية هـذه الصحـف الورقيـة لتـؤدي دورها ووظيفتها في المجتمع ككل من خلال التصدي للتحديات التي تواجهها ولا بد للصحافة الورقية من التأقلم مع التطور، وعلينا أن نعيها ونبحث فى أسباب تلافيها لأن الصحافة الورقية ستبقى قائمة إذا أديرت باعتبارها صناعة وليس عملًا سياسيًا أو حزبيًا يعتمد على العناوين.

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy