محمد سعد يكتب: الموساد واللعبة الأخيرة - التقارب نيوز
محمد سعد يكتب: الموساد واللعبة الأخيرة

إن الموساد يلعب دورًا مهمًا في السياسة الخارجية مع الدول العربية، ويعتبر جهاز الموساد عبر رئيسه الحالي يوسي كوهين، عراب العلاقات مع القادة العرب، والهدف من تطور هذه العلاقات هو العلن والدفع باتجاه التعامل مع إسرائيل ووجود مصالح مشتركة، وجوهر علاقات إسرائيل مع العرب أقرب للمعادلة الصفرية فما ينفع العرب يضر بإسرائيل، وما يفيد إسرائيل يضر حتمًا بالعرب عاجلًا أو آجلًا.

وأن المهام الأساسية الموكلة للموساد داخل الدول العربية أعمال وقدرات المقاومة وجمع معلومات استخبارية عسكرية وسياسية عبر التجسس في الدول علي الأشخاص والمنظمات، فنرى أن هناك بعض عمليات الموساد في الدول العربية كثيرة للغاية ويصعب حصرها هذه العمليات لم تتوقف حتى الآن فهي تستهدف أولًا وأخيرًا الأمن القومي العربي، وفي هذه الحالة تسبب خطرًا كبيرًا داهمًا على وجود الأمة العربية ومصالحها وتاريخها ومستقبلها.

ولذلك، فإن حديثنا عن الموساد الذي يتجول في الدول العربية تحت عنوان التطبيع والسلام المزعوم يستند إلى إدراك جيد للمشهد العربي ومحاولة استغلاله من أجل تحقيق أهداف إسرائيل، فهي قضية غير استراتيجية السلام أن هذه الاتفاقيات ستمهد وتساعد الموساد في عمليات اختراق وتجنيد واسع في هذه الساحات لاستثمارها لصالح إسرائيل، ولا يمكن فصل طبيعة الدور الذي لعبه الموساد في ترتيب هذه العلاقات على مر التاريخ أنها علاقات قديمة نمت وتطورت على مدى السنوات من خلال المصالح المشتركة، فأي دور وأي مصالح مشتركة يمكن تصورها بين دول ليست متجاورة، ولا هي في حالة حرب أصلًا ولا تقيم علاقات دبلوماسية ولا تجارية بينها هذه  الاتفاقات كلها رعتها وأشرفت على تفاصيلها إدارة الرئيس ترامب، وأن الدور الذي لعبه جهاز الموساد ليس فقط في إخراج الاتفاقيات أو الإشراف على تفاصيلها بل في التمهيد لها وتطويرها وما إلى ذلك.

لكن الفكرة الجوهرية هي أن تصبح إسرائيل الدولة الإمبريالية في الشرق الأوسط، وعندها سوف تتحكم إسرائيل بالمنطقة كما تريد وتنهب من ثرواتها ما تريد وتقضي بشطب قضية فلسطين من القاموس السياسي بعد أن تهجر بالقوة وتدمر المنازل وتصادر الأراضي المتبقية من الأرض الفلسطينية، وستطلق على الضفة الغربية اسم يهودا والسامرة ونهر الاردن حدًا جغرافيًا لدولة اسرائيل من النهر للبحر، فطالما أن هدفها هو تحطيم الرابط القومي العربي وتدمير الدول التي تلتزم بالقضية الفلسطينية فإن مخطط إسرائيل امتد ليوجه ضرباته في دول العالم العربي كله فلاشك أن دورها يكبر أو يتضاءل حسب الساحات السورية واللبنانية والعراقية والمصرية واليمنية،  ولا شك أنه في توجيه الضربات لقوى المقاومة والمساهمة الجذرية في عملية التدمير الممنهجة ضمن الحلف القائم.

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy