في روسيا - الكل جاني والكل مجني عليه - التقارب نيوز
في روسيا – الكل جاني والكل مجني عليه

نسأل أنفسنا دائمًا من الجاني ومن المجني عليه في جميع القضايا الخاصة بعمليات النصب والاحتيال، ودائمًا ننسي أو نتناسي المقولة الشهيرة “القانون لا يحمي المغفلين”

قضية اليوم اصبحت قضية رأي عام بين المصريين داخل روسيا الاتحادية، فبطلها طالب في العام الرابع له والأخير في أحد الجامعات الهندسية الروسية.

لقد سولت له نفسه أن يكسب المال بطرق غير مشروعه، واهتدي إلي طريقة يجلب بها أبناء جنسيته إلي روسيا بعد أن أوهمهم بأنه سيجد لهم العمل والمأوي.

بدأ بعمل الدعوات الدراسية ودعوات البيزنس، وفي كل دعوه كان يقتضي من صاحبها مابين 30 الي 40 ألف جنيها مصريًا، الي أن وصل عدد الراغبين 45، يقال أن من وصل منهم إلي روسيا 5 فقط والبعض يقول 15، منهم من انتهت الفيزا الخاصه به والأن يقيم بطريقة غير شرعية، ومنهم من في طريقه إلي ذلك.

إلي هنا الكل علي يقين أن الطالب جاني وقام بعملية نصب، لأن الدعوة الدراسية دائما مجانًا من قبل الجامعة بعد الموافقة منها علي الدراسة بها، وأن الدعوة البيزنس تبلغ قيمتها قانونيًا 1800 روبل اي مايعادل تقريبًا 25 دولارًا واذا كانت عن طريق شركة فتكون تكلفتها 200 أو 250 دولارًا.

ولكن الحق يقال، الأن وبعد ماحدث مع الطالب أنا مشفق عليه وسأذكر ما حدث له بعد قليل.

العرف هنا في روسيا وأعتقد في العالم أجمع، أنه عند التحكيم في مثل هذه الأشياء، أي عندما يتدخل في الأمر من يقيم منذ زمن طويل في الدولة أو عمدة المصريين كما يطلق عليه في بعض الأماكن، أو رئيس رابطة أو جالية، دائما يحكم بالعدل بين الجميع.

وما هو العدل في مثل هذه القضايا؟ّ العدل من وجهة نظري الشخصية وكرئيس سابق لرابطة المغتربين المصريين (الجالية المصرية) وكما حكمنا من قبل في الكثير من القضايا المشابهة، أن الطرفان يستحقوا العقاب وكل طرف يجب أن يتحمل جزء من المسؤولية.

الطالب يتحمل ثمن الغباء المحكم، ولماذا هو غبي؟ لأنه وكما قال سقراط أن “الحقيقة ستظهر مهما طال أمدها” فهو لم يفكر للحظة أن الحقيقة ستظهر، ولأنه نسي أن في روسيا الأمر يختلف تمامًا عن باقي دول العالم.

المجني عليهم كما يطلقون علي أنفسهم، يتحملوا ثمن الجهل والتكاسل، ولماذا جهل وتكاسل؟ جاهل لأنك لم تقرأ عن المكان الذي تريد السفر إليه لتعرف هل يستحق أن تترك عائلتك أو أولادك أو زوجتك من أجله، ولأنك تكاسلت حتي أن تبحث علي الإنترنت، فلو بحثت لوجدت ألاف الفيديوهات والمنشورات والأخبار التي تتحدث عن عمليات النصب والتوعية منها، وعن روسيا بالنسبة لطالب العمل بها وعن الكثير غير ذلك.

إذا كنت غير كسول أو جاهل لعرفت أن روسيا ليست الدولة التي ستبني بها مستقبل، وعرفت أن روسيا تعطي فقط بعد أن تدرس بها وتتعلم لغتها.

ولهذا يجب أن تتحمل جزء من الذنب والمسؤولية، ليس من حقك أن تطلب كل ما دفعت للطالب وليس من حقك أن تحمله المسؤلية كاملة.

نعود للطالب ولماذا أنا مشفق عليه؟ أو بالأدق علي أمه التي في حاله لا ترضي أي صاحب قلب أو مبدأ بعد ما حدث لابنها.

وهنا يطرح سؤال نفسه، بالعقل والمنطق من صاحب القوة؟ الطالب النصاب الذي يعيش علي الأراضي الروسية منذ 4 سنوات أم المجني عليهم كما يطلقون علي أنفسهم؟

طبعًا الطالب الذي يملك المعرفة ببعض قوانين الدولة وله معارف شخصية سواء من الروس أو العرب أو أي جنسيات أخري.

وبالرغم من كل هذا فلقد استطاعوا النيل منه ومن أمه التي لا تنام بعد كثرة التهديدات وخوفها علي ابنها، فبمساعدة بعض المصريين الذين يقيمون في روسيا منذ زمن طويل قاموا من يطلقون علي أنفسهم المجني عليهم بخطف الطالب منذ يومين وتهديده وعمل فيديو اعتراف تحت التهديد، ومنعه من استخدام الهاتف الشخصي الا في وجودهم وتحت رقابتهم، وبدأوا بعملية ابتزاز للأم لكي تدفع لهم ما يقارب 2 مليون جنيه مصري لكي يخلوا سبيل الابن والا سيقوموا بقتله أو حبسه أو ما شابه من هذه الكلمات التي جعلت الأم تبحث عن من يشتري شقتها الوحيدة التي تعيش بها ولا تبالي أنها ستصبح في الشارع لكي تسدد حزء من المبلغ، واصبحت في حالة لا ترضي انسان.

وهنا بعض الأسئلة، هل هؤلاء لا يعلمون أن عقوبة الخطف والتهديد أشد من عقوبة النصب؟

هل هؤلاء لا يعلمون أنه بما فعلوا أصبحوا جناة وليس مجني عليهم؟

هل من يساعدهم من المقيمين لا يعلمون قانون الدولة أم لهم مصالح أخري؟

من السهل الأن أن تتحول القضية إلي قضية أمن وطني روسي لأن أجانب يقومون بالنصب والخطف والتهديد علي الأراضي الروسية، وسيصبح الجميع مدان حتي المقيمين وأصحاب الجنسيات لاشتراكهم في هذه الجريمة.

يذكر أن أخر المستجدات، كانت ذهاب الطالب إلي الشقة التي كان يسكن بها مع صديقته الروسية بمصاحبة بعض خاطفيه وبدون الهاتف حتي لا يستخدمه في ابلاغ الجهات المختصة أو يتكلم مع أحد، لكي يجمع أغراضه وأمواله التي تبلغ 4 ألاف دولار لكي يسدد من يحتجزوه ولكنه وجد صديقته سرقت أمواله وبددت أغراضه، وقامت اسرتها بطرده.

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy