مدينة إيفانوفو "مدينة العرائس" و "مدينة الطلاب" - التقارب نيوز
مدينة إيفانوفو “مدينة العرائس” و “مدينة الطلاب”

تقع هذه المدينة بين نهري الفولجا وكليازما، على بعد 300 كيلومتر من موسكو.
تقول إسطورة انتشرت في القرن السابع عشر، أن لعنة حلت على المدينة، بسبب العدد المتزايد للمواليد الإناث، وراح يبحث السكان عن سبل لخلق توازن بين المواليد لكن دون جدوى، ومع حاجة المدينة للأيدي العاملة، إنخرطت الفتيات في العمل بمصانع حياكة النسيج الشهيرة في إيفانوفو، وأصبحت البلدة مشهورة داخل وخارج الإمبراطورية الروسية بجودة الأقمشة الكتانية والقطنية التي كانت تنتجها، وبدأت المصانع بالتزايد حتى بلغ عددها (125) مصنعاً، وباتت تسمية “مدينة العرائس” هوية تعرف بها المدينة حتى وقتنا هذا.
تأسست المدينة بعد مصادقة الإمبراطور “ألكسندر الثاني” على قرار مجلس الوزراء بتوحيد هذه البلدة، حيث كانت تعتبر مركزاً لزراعة الكتان وتصنيعه، وقد أطلق لقب “إيفانوفو – فوزنيسينسك” على المدينة الجديدة، وبقي هذا الاسم حتى عام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين، ثم ألغي الاسم الثاني وبقي الاسم الأول فقط.

و أيضاَ تلقب بـ ”مدينة الطلاب“ وذلك لوجود مجموعة كبیرة من الجامعات الحكومیة في المدينة منھا على سبیل المثال، جامعة إيفانوفو الحكومیة للھندسة المعمارية، وأكاديمیة إيفانوفو الحكومیة للعلوم الطبیة، وأكاديمیة إيفانوفو الحكومیة للنسیج، وجامعة إيفانوفو الحكومیة وغیرھا، إضافة إلى فروع لجامعات حكومیة أخرى، كما توجد في المدينة معاھد مھنیة متوسطة وثانويات مھنیة مختلفة.
كانت هذه المدينة مركزاً للصناعات الخفيفة وذلك في عهد الإمبراطورية الروسية، وفيما بعد اشتهرت هذه المدينة في داخل الإمبراطورية وخارجها بشكل كبير، والسبب في ذلك يعود إلى جودة الأقمشة الكتانية والقطنية التي تنتجها، وقد انتبه القيصر “بطرس الأكبر” إلى هذا الأمر مما دفعه إلى دعوة خبراء مختصين في هذا المجال من هولندا، وذلك بهدف بناء معامل لإنتاج الأقمشة.
بعد قيام ثورة أكتوبر تشكلت محافظة “إيفانوفو – فوزينسك” الصناعية لتعتبر المركز الصناعي لمنطقة وسط روسيا، إلا أن نشوب الحرب الأهلية حال دون تحقيق هذا الهدف، حيث عملت هذه الحرب على تدمير عدد كبير من المعامل والمنشآت الصناعية، وفي عام ألف وتسعمائة وأربعين تمت صيانة هذه المعامل المدمرة وإنشاء معامل أخرى جديدة لتكمل مشوارها في مجال الصناعة. يشار إلى أن هذه المدينة كانت تحتوي على العديد من الكنائس الأثرية مثل كنيسة القديس “يوحنا المعمدان” التي بنيت في القرن السابع عشر الميلادي، بالإضافة إلى كنيسة “شفاعة العذراء” عام ألف وستمائة وثلاثة وخمسين.


تعتبر المدينة بقصورها ومتاحفها شاهد على عدة قرون، أهمها قصر الكونت شيرميتوف، جارتشاييف، بروكوف، جارنين، فيتوف، بالوشين، وقصر ومتحف عائلة تسفيتايف، الذي شيد في أواسط القرن التاسع عشر، وسكنته عائلة الشاعرة الروسية الشهيرة “مارينا تسفيتاييفا”، وبعد ثورة أكتوبر، انتقل إلى ملكية الدولة وحولته إلى متحف يتضمن جميع مقتنيات وأدوات عائلة تسفيتاييف.
متحف نسيج إيفانوفو – يقع في بناء قصر بوريلين، ويعد تحفة من تحف فن عمارة بداية القرن العشرين، ويحتوي المتحف على مجموعة فريدة من الأنسجة، جمعت في نهاية القرن التاسع عشر ومعرض دائم عنوانه “النسيج في إيفانوفو – الماضي والحاضر”، يشرح تطور صناعة الغزل والنسيج في المنطقة من العصور القديمة إلى يومنا هذا، إضافة إلى متاحف أخرى، أهمها متحف القطع النقدية القديمة ومتحف الصناعات اليدوية.
في زمن الإتحاد السوفييتي، كان يكفي أن يكون اسم رجل إيفان، وكنيته إيفانوف، ليغدو تعبيراً عن البلد بأسرها، فكثيرون جداً يحملون الاسم والكنية ذاتها.

 

 

أحمد فايز – موسكو


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy