الروائي فتحى سليمان يكتب: نجحــت المحاولة ….كسابقاتها
الأشيــاء الصغيرة في قاموس ”هاني عبد المريد“ لها وقع الذرّة!
بسيطة هي في عين الرائي، عظيمة ساعة الإنشــطار.
حين يُحدثك عن ركية نار تشعر بدفؤها، وحين يأتي على ذكر هواء لافح تلملم الفتيات أطراف فساتينهن الملونة.
”هاني“ يكتب كــمن يشتـُل نبتة على سطر الكلام، يتخيّر لكلماته الأرض المناسبة والفصل الملائم للغرز، ويظل يرعاها طوال النص حتى تنمو أمام عينيه ويشتد عودها.
نصف الكوب الملأن في قاموس ”عبد المريد“ لا يعادل فقط التفائل بل الإرتــواء المحمول فوق بساط القناعة السحري.
كلما قرأت قصة أو رواية ل ”هاني عبد المريد“ سحرتني سماواته السبع التي يتنقّل بينها فــاردًا أجنحة قلــمه الرشيق .. وتذكرتُ ”جاليـرمو دي تــورو“ المخرج الأسباني صاحب الخيال الخصب والواقعية السحرية المدهشة.
كلاهما تحلق فوق صفحاته جنيــات الحواديت، تقفز من كتف للأخر، تلاعب نن العين وتداعب بربشة الرموش.
في ”محاولة الإيقاع بشبح “ قال ”هاني“ وبكل هدوء:
الحب الحقيقي هو الاهتمام كما هو الدين = المعاملة!
والصمت المنزلي وليد الإعتيـــاد، وكمـــد المسئوليات الجسيمة، وقهر الرجال أمام فقر الأجــوبة. والدواء الناجع لهذا العطب هو الحكايات، ودفئ الأحضان، وحذف الأبيض والأسود من ريموت القنوات.
وأن الأجسام تتخلص من زوائدها ”أظافر وخصلات شعر“ بألات حادة ”مقصات وقصافات وحجر أحمر” ولا تشعر بألم!
بينما الأرواح التي لا عنــوان لها تجرحهــا كلمة رخيصة أو نظرة غير مهذبة.
وأنت تقرأ ل”هاني”، تجد أن المستحيل في حكم الممكن، والتفائل فرض عين، والخيال لحــاف شتــــاء!
وأن الأحلام تشبه أرنبة أذن طرية يمطّها كــعلكة بأطراف أصابعه، ويصنع منها أمسيات ساحرة.