خلق الله الخلق مختلفين، فالشعوب تتمايزعن بعضها بأمور عديدة كالشكل واللغة والدين والعادات والتقاليد والتعامل مع معطيات الحياة وتصور العالم بشكل عام. إن لكل شعب خصائصه اللغوية والثقافية والاجتماعية التي تميزه عن الشعوب الأخرى. وقد يندهش بعض الناس عندما يكتشف أن بعض الأمور التي كان يعتقد أنها مشتركة عند كل الشعوب، هي في الواقع ليست كذلك فمثلا يقول الروس عن أنفسهم عند سؤالهم هل أنتم أوربيون؟ بالطبع يأتى الجواب نعم نحن أوربيون.

لكن الروس يتميزون بعادات محلية و تقاليد لا يعرفها إلا الذي يعاشرهم و يختلط بهم وهناك من يعاشر الروس ويبقى يتعلم عنهم طوال حياته.

اذاً فما هى هذه العادات والتقاليد التى يتميز بها الشعب الروسي؟

لا يمد الروسي يده للتحية للغريب (عموماً) لكن إذا كنت صديقاً أو إذا استلطفك، فمن الممكن أن يعصر يدك بقوة تعبيراَ عن مشاعره، كما أنهم لا يصافحون بالايدي عند عتبات الابواب. اعتقادً منهم انه نذير سيئ بالنسبة اليهم، اذ يعتقدون انه قد يؤدي الى خلاف.

الروس لايبتسمون للغرباء:  فهم غير معتادين علي الابتسام بدون سبب ويميلون إلي إخفاء الحالة النفسية التي يمرون بها ولكن تكون وجوههم مشرقة عند اللقاء بمن يحبون ولن تمل من حضورهم وروحهم الجميلة المبهجة.

لا يحب الروس التحدث فيما بينهم بصوت عالي في المواصلات العامة (عكسنا نحن العرب) وعموماً لا يحبون التحدث عبر الجوال في الأماكن العامة وأن تحدثوا فبصوت خافت.

يحبون الضيافة:  فيشتهر الشعب الروسي بكرم ضيافته ويشعرون بالسعادة أثناء دعوة أحد أصدقائهم لاحتساء الشاي وتقوم ربة المنزل بإعداد أشهي الأطباق والحلويات اللذيذة.

الروس يقدرون معني الصداقة الحقيقة:  تعد الصداقة أكثر شئ مقدس في حياة الروس فتكون قيمة الشخص المخلص أعلي من ارطباتهم بصلة دم، لان هذه الصداقة والإخلاص ليست مجرد كلمات فارغة بالنسبة لهم فقد تستمر الصداقة طوال حياتهم.

الروس شعب محب للنكتة عكس ما يبدوا علي ملامحم، فالرد على أي نكتة من نكتهم بالمجاملة هي صفة محمودة.

الروسيات مقدامات بمعنى الكلمة، يعني لو كانت لديك سيارة و توقفت على الطريق لاحتياج بطاريتها للشحن فتوقع ان أول سائق يتوقف لمساعدتك امرأة فلا تندهش

يحب الروس أن يمدح بلدهم كثيراَ فهم يفتخرون بها، وإياك أن تنتقد تاريخهم أو تنتقص من فترة من الفترات، فهم فقط من يستطيعون أن يذموا إسلافهم و حكامهم وخاصة كبار السن منهم.

كما أن هناك  قيمة أخرى راسخة في العقلية الروسية، وهي أنه طالما لم يصرح له بفعل شيئ ما، فهذا يعني أنه محظور.

إن قال الروسي عن أحد الأمور أنه لا يبدو مناسبا، فهذا يعني أنه مستحيل التنفيذ

باقة الوردة المكونة من عدد زوجي مرفوضة، الرجال لا يهدون النساء باقات من الورود بعدد زوجي .. كما أن النساء يرفضن ذلك. العدد الزوجي مخصص للمآتم فقط والفردي للإهداء.

ولا تزال روسيا تدهش العالم بالمفارقات والعادات غير المألوفة في هذه البلاد الشاسعة، التي تقع في أوروبا وآسيا، إن أبلغ من يصف الروس هم الروس أنفسهم، ولهذا وصف الشاعر والدبلوماسي الروسي توتشف روسيا أيام الإمبراطورية الروسية فقال:

لا تفهم روسيا بالعقل … ولا تقاس بالمقاييس

إذ إن لديها قواما خاصا…. ليس لك إلا أن تؤمن بروسيا

أحمد فايز – موسكو