قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الثلاثاء أن معظم مقترحات ودعوات روسيا تم تجاهلها في قرار مجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان.

وصرّحت زاخاروفا: “تم تجاهل معظم مقترحاتنا، حيث رفض واضعو القرار بشكل قاطع أن يدرج في الفقرة الخاصة، المخصصة لمكافحة الإرهاب، أي إشارة إلى تنظيم داعش والحركة الإسلامية لتركستان الشرقية، والتي يشكلون تهديدًا خطيرًا للأمن في المنطقة، ولم يرد في القرار أي بيانات عن أهمية منع حدوث إجلاء الموظفين الأفغان المهرة مما قد يؤدي إلى آثار سلبية على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لأفغانستان، وقدرتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك منع الآثار الضارة لتجميد الأصول المالية الوطنية على الوضع الاقتصادي والإنساني في أفغانستان”.

وأضافت زاخاروفا: “القرار 2593 صدر عن الترويكا الغربية للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا)، مع قيام روسيا بمساهمة ملموسة في الحفاظ على توازن الوثيقة إلى أقصى حد”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن الصياغة النهائية أظهرت عدم فهم لدعوات موسكو لاستكمال بند المساعدة الإنسانية من خلال الإشارة إلى ضرورة إجراء مثل هذا النشاط بما يتفق بدقة مع المبادئ الأساسية للأمم المتحدة لتقديم المساعدة الإنسانية الواردة في القرار 46/182 للجمعية العامة للأمم المتحدة .

واستطردت زاخاروفا قائلة: “كان من المخيب للآمال رؤية ممارسات الشركاء الغربيين المتمثلة في تسرع مصطنع في تنسيق وثيقة مجلس الأمن الدولي، وهناك كل الأسباب للشك في أن واشنطن ولندن وباريس تمكنت من تلميع الصياغة فيما بينها في صيغة ضيقة لتقديمها إلى مجلس الأمن للنظر فيها في اللحظة الأخيرة، ويمكن رؤية تأكيد على ذلك في التسريبات لوسائل الإعلام حول مبادرة الترويكا قبل أن يتلقى الجانب الروسي أي إشارات من واضعيها .

فيما أشادت زاخاروفا بقرار تضمين دعوة موجهة إلى المانحين الدوليين والوكالات الإنسانية لتقديم المساعدة لأفغانستان والدول الرئيسية التي تستوعب اللاجئين.

وشددت زاخاروفا على أن موسكو قررت الامتناع عن التصويت على القرار بعد دراسة نسبة المقترحات المقبولة والمتجاهلة من موسكو، مضيفة: “نأمل أن يولي الشركاء الغربيون في المستقبل اهتمامًا أكبر لمخاوف زملائهم في مجلس الأمن أثناء العمل على المسار الأفغاني، حيث ننطلق من افتراض أن الحفاظ على وحدة مجلس الأمن فيما يتعلق بمشكلة الاستيطان الأفغاني تعد أولوية في هذه المرحلة التي تعتبر الأهم للبلاد والمنطقة بأسرها”.