تأثير تركيا على العلاقات السودانية المصرية
مقال تحليلي لسيرجي سيريوجيتشو
دكتور في العلوم التاريخية، أستاذ مشارك في قسم التاريخ العام بالجامعة الحكومية الروسية للعلوم الإنسانية
قد ازداد مؤخرا الاهتمام بموضوع العلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان وخاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان. في غضون تلك الزيارة اقترح الجانب السوداني علي التركي إنشاء قاعدة بحرية في جزيرة سواكن. ويري معظم الخبراء المحليين أن تركيا سوف تتخذ قرارًا بشأن هذه الخطوة وتضع قواتها في هذه المنطقة الهامة جدًا من العالم.
ومع ذلك فإن هذه الخطوة لا تعني أن الجانب التركي سيخاطر بدعم القوات السودانية دعماً مباشراً في نزاعة الإفتراضي مع الجانب المصري علي ملكية مثلث حلايب. علاوة علي ذلك, وكما يبدو لنا نعتقد أنه من الخطأ تماماً التحدث عن أي تهديد ببداية حرب بين مصر والسودان علي تلك المنطقة.
هناك بعض الأسباب تجعلنا نعتقد عدم حدوث حرب بين البلدين:
-
أولاً: القاهرة والخرطوم لا يطمحان لحل عسكري لهذا النزاع لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة علي كلا البلدين. في الوقت الحالي تسيطر القوات المسلحة المصرية علي أراضي مثلث حلايب وشلاتين وهي أكثر كفاءة من نظيرتها السودانية. بالإضافة إلي ذلك تسعي السودان دائماً لحل مشاكلها مع الدول الأخري بالطرق السياسية والدبلوماسية حتي ولو استغرق هذا عقود من الزمن. أما مصر فغارقة بمستنقع الحرب مع الجهاديين في سيناء وليس من المرجح لها أن تستفز السودان للدخول بحرب علي جبهة أخري لحل مشكلة هذه المنطقة.
-
ثانياً: الرياض ستفعل كل ما بوسعها لضمان ألا تبدأ السودان بأي سيناريو عسكري لحل أزمة حلايب, خصوصاً وأن السودان تعتمد إعتماداً كبيراً علي المساعدات المالية الكبيرة من المملكة العربية السعودية. لأن حرب كهذه ليست في صالح الجانب السعودي, لأنها سوف تدمر الإئتلاف المعادي لإيران المكون من بعض الدول ومنهم مصر والسودان, مع العلم بأن هذا الإئتلاف هش في حد ذاتة في الوقت الحالي.
-
ثالثاً: القوات التركية المرتقبة في القاعدة البحرية في السودان بالطبع ليست كافية للدعم الفعال للقوات السودانية في العمليات القتالية ضد المصريين. مثل هذه العملية من قبل هيئة الأركان العامة التركية ستكون مغامرة وسوف تسفر عن سقوط الكثير من القتلي من القوات التركية, وهذا مايعرفوه جيداً في أنقرة. بالإضافة إلي ذلك يوجد سؤال لا يقل أهمية عن كل هذا, من يستطيع الخدمة من الجيش التركي في هذه القاعدة؟! بعد حملة التطهر الكبيرة في الجيش التركي وفصل وسجن الخبراء والمتخصصين الذين تم تعليمهم وتدريبهم العسكري في الدول الغربية وتعيين بدل منهم أتباع أردوغان حيث أن مستواهم القيادي ومهاراتهم يثيران العديد من التساؤلات.
-
رابعاً: وأخيراً يصعب علينا أن نتصور ما الذي يجعل رجب طيب أردوغان يأمر جيشة بالتدخل المباشر في الحرب المصرية السودانية. القائد التركي بالطبع مغامر ولكنه مغامر ذو حس سياسي جيد, فما الذي يجعلة يدفع بجيشة في صراع دموي جديد في القرن الأفريقي، حيث تدعم السودان السد الأثيوبي لتوليد الطاقة الكهرومائية والذي بسببه تهدد مصر بضربة جوية. فكل ما يستطيع فعلة أردوغان في هذا الموقف حث مصر علي إعطاء السودان حلايب وهذا ما سيقابلة بالطبع المصريين بالرفض.
و على أساس كل ما سبق فإنه يترتب على ذلك أنه لن تكون هناك حرب بين مصر والسودان علي منطقة حلايب، وسوف تحل المشكلة بهدوء في الخفاء بالتفاوض بين القاهرة والخرطوم.
ترجمة شريف رزق – موسكو
-
-
حمد الله على السلامة يابيبوعاد بسلامة الله إلى أرض الوطن نجم الجماهير المحبوب "محمود الخطيب" رئيس النادى الأهلى المصرى بعد إجراء عملية جراحية لإزالة…
-