محمد سعد يكتب: متى تصبح مصر دولة متقدمة؟
إن متى تصبح مصر دولة متقدمة سؤالًا ليس صعبًا للغاية، ويعتقد البعض أن تنمية المجتمع أو الدولة هو أمر مرهون بالحكومة والسياسين ورئيس الدولة، لكن في الواقع هذا الاعتقاد غير صحيح فلن تستقيم أي دولة، ولن تتطور مهما فعلت حكومتها دون أن يبدأ التغير لصالح الدولة، وأن ضعف مؤسسات الدولة هو المصدر الأول للمشاكل الخارجية والداخلية بأن الدول النامية ليست عالمًا واحدًا أو موحدًا، وأن شروط التنمية فيها ليست بالضرورة نفسها وهي ليست متأخرة أو متقدمة بالدرجة نفسها، إن هذه الدول هي عبارة عن مجموعة من الشعوب والثقافات وهي تواجه منذ عقود تحديات إنمائية لن تتحقق إلا من خلال توسيع حريات الشعوب وإمكاناتها وتقليص الفوارق وتخفيف حدة المخاطر البيئية وإيجاد منهج تفكير وبرامج إصلاحية للمجتمع وقوى الإنتاج وأدواته.
وأن سيادة الدولة القوية أو التنموية في الدول المتقدمة والعالم يتغير من حولنا بسرعة مذهلة بحيث أصبح المستقبل وشيكًا دائمًا لتحقيق هذا المستقبل من خلال بحث الفرص المتاحة للتقدم والتطور ومواجهة التحديات المستقبلية في بناء مكانتها وتطوير قدراتها واستثمار مواردها وتحقيق دورها الفاعل على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأن ما نحتاجه هو مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، وأن التعليم والبحث العلمي هما مدخلنا الحقيقى للتقدم وحجم السوق المتاحة للمفكرين والمبتكرين في أوروبا لعب دورًا رئيسيًا في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، والدول التي تعتبر أكثر تطورًا تسمي عادة بالدول المتقدمة.
وأن التعاون مع الدول المتقدمة مهم جدًا حتي تتعلم الدول النامية بعض تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة وإدارتها، وأن تكون مصر قوة إقليمية كبرى ومن أكبر دول العالم، وليس القضاء على الإرهاب فقط ، لكي نصل إلى دخل جيد وتعليم مناسب وصحة آمنة، وأن نصل إلى حياة اجتماعية بها حياة أفضل وإذا لم يحقق هذا أصبحت الديمقراطية لا تصمد للرخاء، وأننا في محيط إقليمي صعب فالوضع في كل الحدود المحيطة بنا به مشكلات، وكثير من الدول كانت أصعب مننا بكثير، فمثلًا الصين الآن أصبحت قوة اقتصادية وتكنولوجية على مستوى العالم كله، كذلك ماليزيا وتايوان وكوريا الجنوبية وفيتنام، وهم الآن دول ملهمة ومتقدمة، فلابد أن تتعلم الدول من الدول وتتعلم الشعوب من الشعوب بأن الغرب لا يريد لهذه الأمة أن تنهض وقد بنيت العلاقات الدولية على المؤامرة ومعناها تحقيق المصالح على حساب الآخرين، ونحن الآن الآخرين بالنسبة للعالم، ونحن في أمس الحاجة إلى القادة الجدد سواء في قرية أو مركز أو محافظة، وأن نبحث عن نماذج التنمية وأن نقرأ في نجاح الدول ونجاح الشركات لكي نأخذ تجارب ملهمة للشعوب والدول والأفراد.