مافيا التعليم بالخارج .. قصة أحدهم كاملة
محمود المصري
طموحات الشباب للوصول الي أعلي مستوي علمي دفعت بهم للمخاطرة مهما كلفهم الامر، وخصوصا مع تصنيف الكليات إلي قمة وقاع.
في الأونه الأخيرة ظهرت مجموعة من الشركات ومكاتب السياحة لتسهيل دراسة الطلاب في الخارج، منها ماهو أهل للثقة ولا غبار عليها وتلتزم بمبدأ المصارحة والموضوعية لتحقق أهداف هؤلاء الطموحين وتحقيق المصلحة الاستثمارية للشركة وتمتلك عقود رسمية مصدقة من كل الجهات الرسمية الروسية والمصرية.
ومنها من تحتضن المحتالين والنصابين الذين يتاجرون بأمال الناس وطموحاتهم ومستقبلهم ويستغلون حاجاتهم لتحقيق مستقبل أفضل.
هذا الصنف من البشر لديهم قدرة غير طبيعية في إيقاع الناس في شباك النصب وأحابيل الإحتيال، لتجد نفسك أيها الطموح وقعت ضحية عملية ممنهجة في النصب والإحتيال،
وهذا ما حدث بالفعل هنا في روسيا من قبل أحد المصريين المستغلين لطموح الاسر المصرية في تحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم.
(محب .م .ز .م) مصري يقيم في روسيا، بدأ في استخدام السوشيال ميديا وبعض القنوات الفضائية وكذالك مجموعة من الاعلانات الورقية لاستغلال بعض الطلاب الراغبين في الدراسة بالخارج، وخصوصا من لم يساعدهم مجموعهم للالتحاق بكليات القمة في مصر، معلنا عن قدرته علي توفير منح مجانية تعليمية للدراسة في الجامعات الروسية مقابل مبلغ مالي يتراوح ما بين (7000 : 15000) دولار أمريكي أو ما يعادلها بالجنيه المصري.
وبالفعل بدأ كل أب وكل أم في تدبير المبلغ. منهم من قام ببيع قطعة أرض أو بعض المقتنيات الذهبية، ومنهم من استدان لكي يوفر لإبنه مستقبل أفضل، ومنهم من هو مقتدر بالفعل.
وبالفعل سافر الطلاب إلي روسيا وقام الموظفين التابعين للمكتب باستقبالهم وإتمام إجراءات الالتحاق بالجامعة وكأن كل شئ علي ما يرام.
ولكن بعد أشهر قليلة أختفي المدعو (محب .م .ز .م)، مما أثار شكوك الطلاب بوجود أمر مريب، فحاولوا الوصول إليه من خلال الموظفين الذين إستقبلوهم، ولكن أنكروا معرفتهم عن أي معلومة عن مكانه أو حتي رقم هاتفه أو عنوانه في العاصمة الروسية، ولم يستطيعوا الوصول اليه لأكثر من اسبوعين.
فإتجهوا الي الجامعة ليتفاجئوا أنهم ليسوا مقيدين ضمن طلاب المنح التعليمية، وأن ما تم دفعه للجامعة هي مصروفات فصل دراسي واحد، وعليهم أن يدفعوا قيمة الفصل الدراسي الثاني، وتفاجأ الطلاب بفرض غرامة تأخير عليهم بما يعادل (1150) دولار أمريكي.
ولكي يكمل الدراسة يجب أن يدفع كل طالب مع بداية كل عام ما يقارب (4500 : 7000) دولار أمريكي مع إختلاف المبلغ بإختلاف التخصصات ولغة الدراسة (طب أو هندسة).
فتحطمت أمال الطلاب بعد أن كانوا يعتقدون أنها منحة دراسية، فأصبح كل منهم يحتاج لثروة لكي يكمل دراسته ويصحح مسار مستقبلة.
قام الطلاب بإبلاغ ذويهم في القاهرة، فذهبوا الي مقر المكتب في منطقة مصر الجديدة ليجدوا أن هناك عدد كبير من أولياء الأمور الذين دفعوا مبالغ مالية كبيرة لكي يتم انهاء إجراءات سفر أبنائهم، وهم أيضا يبحثون عنه ولكن لم يجدوا له أثر، وبسؤال الموظف المتواجد في المكتب تبين أنه لم يأتي للمكتب منذ فترة، ولم يستطع احد التوصل إليه.
قام أولياء أمور الطلاب بالتوجة لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في مصر وتحرير المحاضر في دائرتي مصر الجديدة التابع لها مكتب الشركة، وفي دائرة ( الرمل / الاسكندرية) محل إقامة النصاب (محب) الذي مازال هاربا، ومن المرجح أنه مازال متواجد داخل روسيا.
فحرروا محضر بتاريخ 20.03.2019 ويحمل رقم (62ح أول الرمل 5617 لسنة 2019). وبالفعل تم القبض في القاهرة علي اثنين من معاوني النصاب وهما (محمد .ع .ع) مقيم بالقاهرة ويعمل مدير وشريك في شركة للاستثمار السياحي، و (محمد .ح .ع) مقيم بالقاهرة ومدير شركة استثمار سياحي. وبحوزتهما مجموعة من الاوراق والمستندات الخاصة بتحويلات بعض المبالغ المالية و مجموعة من أصول شهادات الميلاد وبينات نجاح خاصة بالطلاب ومجموعة من الاعلانات المعدة للتوزيع كدعاية.
وبمواجهة أجهزة الامن للمتهمين أعترفا بإرتكابهم الواقعة بالاشتراك مع المتهم الهارب (محب .م .ز .م).
كما قام الطلاب العالقين في روسيا بتقديم بلاغات رسمية في السفارة المصرية بموسكو، وايضا وفي أجهزة الامن الروسية.
وحصلت جريدة التقارب نيوز الإلكترونية علي نسخة من جميع المحاضر وصورة جواز سفر المدعو (محب .م .ز .م).
السؤال: ما هو مصير الطلاب المتواجدين الأن بروسيا؟
وكيف للحكومة المصرية داخل مصر أو داخل روسيا ممثلة في السفارة المصرية بأقسامها الثقافية وغيرها أن تسمح بذلك؟
لابد من التشدد في إعتماد هذه الشركات، وأن يتم ذلك بوسيلة تضمن للمواطن والطالب المصري حقه.
وفي حالتنا اليوم هذه، مع وجود عدد من الطلاب العالقين في روسيا، من المسؤول عن قتل طموحاتهم واغتيال أمالهم وأمال أبائهم؟
وما هو مصير هذا الشخص المدعو (محب) وماذا إن كان في روسيا؟
هذه إستغاثة من الطلاب المصريين الي السفارة المصرية بموسكو.
ولا نتمني أن يكون مصير هؤلاء الطلاب كمن (عاد بخفي حنين).