إن الاحتفالات برأس السنة وعيد الميلاد المجيد فى روسيا له مذاق مختلف وقصة مختلفة، ففى الفترة من 31 ديسمبر وحتى 10 يناير من كل عام، تعطل جميع الاجهزة الحكومية والشركات الخاصة، وهى أطول عطلة رسمية، وهى العطلة المقربة إلى قلوب كل الشعب الروسي وأكثرها شعبية وشهرة.

هذا وتلتزم الكنسية الأرثوذكسية الروسية بالاحتفال في 7 يناير حسب التقويم اليولياني، بدلا من التقويم الجريجوري، والذي يتبعه معظم البلاد في العالم الغربي للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر، فالكنائس الشرقية تعمل بالتقويم اليولياني المأخوذ عن التقويم القبطي، بينما الكنائس الغربية تعمل وفق التقويم الجريجوري وهو التقويم اليولياني المعدل، ويبقى الفرق بين العيدين 13 يوما.

ومنذ اعتناق  الدين المسيحي في روسيا 988 وبدأ تعداد التواريخ من شهر مارس.

وفي 1492 أصدر الأمير إيفان الثالث (الذى يرجع له الفضل فى تكوين الدولة الروسية الموحدة وعاصمتها موسكو) مرسوما يقضي باعتبار 1 سبتمبر بداية للسنة وجنى ضريبة بهذه المناسبة.

وفي 1699 قرر القيصر بطرس الاكبر بتغيير جذري لنظام التقويم، وأمر ببدء تعداد التواريخ ابتداءً من 1 يناير، وقرر القيصر استعارة تقاليد الاحتفال بعيد رأس السنة من الدول الأوروبية الغربية  لتطبيق التقويم الموحد مع شعوب اوروبا الغربية وغيرها من الشعوب التي تحسب التقويم ابتداءا من ميلاد المسيح وليس من موعد خلق الدنيا الوارد في التوراة، وأمر القيصر باعتبار يوم 1 يناير يوم حلول السنة الجديدة.

في عام 1908 وصل المنتخب الاوليمبي الإمبراطوري الروسي إلى لندن متأخراً عن الاوليمبيات 12 يوم، لأنهم لم يستخدموا التقويم الميلادى بعد.

وبداية عام 1918عندما تشكلت الحكومة السوفييتية بعد انتصار الثورة البلشفية في عام 1917. وقد منعت السلطات الشيوعية أي شكل من اشكال الاحتفال بعيد الميلاد وغيره من الأعياد الدينية حتى سمحت الحكومة السوفيتية للمواطنين في عام 1935 بالاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ورخصت تزيين شجرة عيد الميلاد، ولكن ليس للاحتفال بالجانب الديني المرتبط بميلاد المسيح، وانما برأس السنة، اي بانتهاء سنة وبداية سنة جديدة. وبذلك تم اضفاء صبغة علمانية على هذه المناسبة، استحدثت الحكومة السوفيتية تقليدا متبعا حتى الان ويقضي بوضع نجمة خماسية حمراء كرمز للاتحاد السوفييتي على قمة الشجرة.

وعام 1976، كانت الشجرة الرئيسية تعتبر شجرة عيد الميلاد في قصر الكريملين للمؤتمرات، ثم تغير مكانها وأصبحت فى ميدان الكاتدرائيات، أقدم ساحة داخل الكرملين.

وفي عام 1991 تم إعلان 7 من يناير عطلة رسمية عامة، ومنذ العام 2005، أصبحت روسيا تتمتع بأجازة ميلاد، والتي تعد أطول الأجازات، حيث تمتد من بداية العام وحتى 10 يناير، كما أنه عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، ترسخ انه عيد للتعبير عن المشاعر الدافئة والسلام والمحبة، وخصوصا بين أفراد العائلة الواحدة.

وكما يقول الرهبان في الكنائس في هذا اليوم: “إنه احتفال بميلاد المسيح المخلص الذي جاء الى العالم ناشرا المحبة وداعيا الى السلام”