أنطون بافلوفيتش تشيخوف..أفضل كُتاب القصص القصيرة على مر التاريخ
“إن ما يحتاجه الإنسان هو العمل المستمر ليل نهار، والقراءة، والدراسة، والسيطرة على الإرادة، فكل ساعة من الحياة ثمينة”
“أنطون بافلوفيتش تشيخوف” طبيب، وكاتب مسرحي، ومؤلف قصصي كبير، يُعد من أفضل كُتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس، وُلد في 29 من يناير من العام 1860، في مدينة “تاجانروج”، والتى تبعد 70 كيلومترا عن مدينة “روستوف على الدون” على بحر آزوف، وهو الابن الثالث من بين ستة أطفال، والده “بافل تشيخوف”، كان ابناً لأحد العبيد السابقين ومدير لبقالة في البلدة، وصفه المؤرخون بطابعه التعسفي ضد أبنائه.
والدة أنطون، كانت روائية تتصف بأسلوبها الممتاز في قص قصص الأطفال الترفيهية، كان عاشقاً للمسرح وللأدب منذ صغره، ودرس في مدرسة يونانية للصبيان، بعدها درس في تاجونروج جمنازيوم التي يُطلق عليها اسم “جمنازيوم تشيخوف” حيث تم احتجازه فيها لمدة عام كامل، لفشلة في امتحان اليونانية 15 مرة.
ظهرت أوائل كتاباته فى شكل مقالات قصيرة تحت أسماء مستعارة مثل “رجل بلا طحال”، وفي العام 1882 كان يكتب “شظايا”، التي تعود ملكيتها إلى “نيقولاي ليكين” أحد أشهر الناشرين الكبار آنذاك، وكان النثر لديه في منتهى البساطة، كل شيء شفاف ومفهوم الخجل، اللباقة الفائقة، والحصافة مع غياب أي ميل للثرثرة والديماغوجية، إلى جانب طبع يمتاز بالطيبة والإيثار.
إلتحق “تشيخوف” بكلية الطب التابعة لجامعة موسكو، وخلال تلك المرحلة بدأ بنشر عدد من القصص القصيرة في صحيفة (سانت بطرسبيرج) ليذيع صيته ككاتب معروف في سنة 1886، وبعد تخرجه عمل في مهنة الطب حتى سنة 1892، واعتبرها مهنته الرئيسية، كان يعالج من خلالها الفقراء مجاناً.
فى عام 1901 تم زفافه في كنيسة بموسكو على الممثلة الروسية المعروفة “أولجا ليوناردوفنا كنيبّر”
له الكثير من الأعمال الأدبية التي تنوعت بين القصص، والروايات والمسرح، اختصرت جميعها في أربعة مجلدات، هي “الأعمال القصصية، الرويات القصيرة، الروايات، المسرح”
وأبدع قلمه روائع مشهورة منها: “المهجع رقم 6″، وقصة “رجل مجهول”، و”الراهب الأسود”، و”ثلاث سنوات”، و”المنزل ذو العلي”، و”حياتي”، و أخرجت مسرحيته الرئيسـة “إيفانوف” عام 1887، ثم تبـعتها كل من “النورس”، و”العم فـانيا” و”الشـقيقات الثلاث” وعمله الأخيـر “بسـتان الكــرز”
كانت أعراض مرض السل قد ظهرت عليه وهو في سن الرابعة والعشرين، وعندما ساءت حالته الصحية في يونيو 1904، سافربصحبة زوجته الممثلة الروسية المعروفة إلى مصحة “بادن فايلر” في ألمانيا، وكتب هناك عدة رسائل مرحة لشقيقته مارشا، ووالدته واصفاً لهم المنطقة التي يقطن بها، وكتب لأخته آخر رسالة، وجاء فيها: “ساعدي الفقراء. إحفظي الوالدة. عيشوا بسلام”، وكتبت زوجته لحظاته الأخيرة وقالت:
“قام أنطون بشكلٍ غير اعتيادي، ومستقيم، وقال بصوت عال وبوضوح وبلغة ألمانية – بالرغم من أنه لم يكن يتقنها – “أنا على شرفة الموت”. فقام الطبيب المعالج بتهدئته، وحقنه بمادة الكافو، وأمر بإحضار الشامبانيا له.
شرب أنطون كأساً كاملاً، ومن ثم ابتسم لي و قال: “لقد مضى زمن طويل منذ أن شربت الشامبانيا”. عندما شربه، جلس على جانبه الأيسر بهدوء، وكان لدي الوقت لأذهب إليه، وأستلقي بقربه، وناديته، لكنه توقف عن التنفس، وكان ينام بسلامٍ وكأنه طفل”.
نُقل جثمانه إلى موسكو، ودُفن في مقبرة نوفوديفيتشي بجوار والده.
واستمر تأثيره علي كتاب الأجيال التالية له في الاتحاد السوڤيتي (سابقاً) وفى العالم في مجال القصة والمسرح أيضاً.
ماريا إفانوفا – موسكو
-
حمد الله على السلامة يابيبوعاد بسلامة الله إلى أرض الوطن نجم الجماهير المحبوب "محمود الخطيب" رئيس النادى الأهلى المصرى بعد إجراء عملية جراحية لإزالة…
-
-