الكورونا بين بات مان والصعود السلمي الصيني وصفقة القرن وخطر سد النهضة
انا الكورونا بين بات مان
والصعود السلمي الصيني وصفقة القرن وخطر سد النهضة
إعداد:
د. هبة جمال الدين، الاستاذ المساعد في العلوم السياسية، معهد التخطيط القومي، ورئيس قسم الدراسات المستقبلية
وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية
يأتي هذا المقال في قبيل الفنتازيا السياسية التي قد لا يقبلها القارئ بل قد يعتبرها من قبيل المغالاة في الفكر التأمرى ولكن ما اطرحه يمكن، تصنيفه في اطار الدراسات المستقبلية التي تعتبر أحد روافدها الخيال والحدس.
واذا انتقالنا من الخيال سنتجه إلى الطلاسم غير المفهومة بالعنوان ما علاقة بات مان بصفقة القرن والكورونا والصعود السلمي الصيني وسد النهضة وهذا ما ساحاول طرحه خلال السطور القادمة.
- 1. بات مان والحلم الأمريكي:
إذا كنا نتعجب من الصينين بسبب أكل الخفافيش فجميعنا قبلنا أن يصبح الخفاش بطل محبوب من جانب اطفالنا جميعا بل وهرولنا خلف شراء منتجات تحمل صوره وعلامته التجارية، ليصبح شخصية محبوبة تتسم بسيمات البطولة والقوة والخير. نعم الخير الذي يجلبه البطل الامريكي للعالم بمحاربة قوى الشر ولكن من المفهوم الأمريكي فأمريكا وحدها هى من تصنف قوى الخير والشر. وفقا لسياسات القطب الأوحد بالعالم.
- 2. الابطال الخارقين ووهم البشر المتحولين:
ما يقدمه بات مان وغيره من الابطال الخارقون والمتحولون كالمستأذب والرجل العنكبوت والرجل النمر والقطة المتحولة هو استخدام للحيوانات والطيور لتحقيق الحلم الامريكي بالتفوق والهيمنة والسيطرة للتخلص من قوى الشر والعنف بالعالم. هنا يأتي السؤال كيف ظهرت الكورونا هل يمكن اعتبارها تجسيدا للحلم الامريكي، بالتخلص من العملاق الصيني الصاعد عبر الخفاش البطل الامريكيواستكمل السؤال بسؤال أخر هل سنقف عند الخفاش ام سنشهد تسيس لحيوانات اخرى تصاب بفيروسات جديدة مخلقة هل سنشهد مثلا فيروس يصيب القطط أو النمور أو العناكب وخلافه؟ خاصة أننا على وشك القضاء على الفيروس طبيعيا بفعل قدوم شهر الصيف الذي ننتظره قريبا؟!.
- 3. حروب الجيل السادس وحرب الفيروسات والحروب الجرثومية:
فجأتنا وزيرة الصحة الفنلندية السابقة Runi Keldi بفيديو صادم تتحدث خلاله عن وجود مخطط امريكي لابادة ثلثي البشر من خلال نشر فيروسات كانفلونزا الخنازير وغيره. وترى خلال الفيديو أن فيروس كورونا هو مؤامرة أمريكية تهدف لتدمير اقتصاد الصين, وبل وتصدمنا بمعلومة أن الفيروس نقل إلى ووهان بحقيبة ديبلوماسية وتم نشره. هذا التصريح الصادم التي تتهم خلاله ليس فقط الولايات المتحدة ولكن تضيف منظمة الصحة العالمية إلى قائمة الاتهام، يمكن قرأته في سياق انتشار مفهوم حروب الجيل السادس التي تدار عن بعد عبر استخدام اسلحة ذكية تتوع وسائلها لتشمل وسائل تجسس جديدة كالطيور والحيوانات والاسماك بل ظهر ايضا الدرون المسمى بالحشرات الروبوتية فهى طائرات بدون طيار تأخذ شكل حشرات طائرة لا يتعدى حجمها عقلة الاصبع وإن قل عن ذلك، ايضا تستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه ضربات استباقية وعمليات تصفية وخلافة. هذا علاوة على سلاح القرصنة البيولوجية الذي اشارت اليه الواشنطن بوست من فترة تتضمن شرائح للتحكم في البشر، وخلق كوارث طبيعية مصطنعة والتجسس حول العالم كاحد مشاريع القرصنة الحديثة.
كل ذلك ينبأ بأن العالم مقبل على حرب جديدة تكون الجراثيم هى الأسلحة الجديدة وتوظف خلالها الحشرات والاسماك والطيور والحيوانات أى افلام الخيال الامريكي المعروفة.
- 4. الذكاء الاصطناعي ما بين العقل والتقنية والصراع الصيني الامريكي:
عاشقي افلام الابطال الخارقون سيعلمون أن دائما بات مان وغيره ما يواجهون خطر التكنولوجيا وأن صراعهم الاساسي يدور حول التكنولوجيا الحديثة وأن تحالفهم مع اي قوى اخرى خلاف الجنس الامريكي تثبت أنها ضارة وليست محل ثقة. هنا يقتضي الأمر الوقوف والنظر إلى وضع التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي اصبحت احد مقدرات القوى في بنية النظام العالمي الجديد. في هذا السياق، صدر تقرير عن مركز راند عام 2018 يؤكد أن مستقبل امتلاك تقنيات الذكاء الاصطناعي لن يكون في صالح الولايات المتحدة الأمريكية وانما في صالح الصين. وذلك بعد اجراء اختبار PISA العابر للقارات الذي اثبت ان متوسط ذكاء الطلبة الامريكان متوسط وتحت المتوسط، مما يؤكد ان مستقبل امريكا محل خطر ووجد التقرير الحل في استقطاب العقول النابهة من المهاجرين وتقديم بعثات جديدة لاجراء الماجستير والدكتوراه في مجال ابحاث الذكاء الاصطناعي. وبالفعل قد نجد ذلك واضحا في السياسة الجديدة لهيئات المنح والبعثات الامريكية كهيئة فولبرايت التي اضحت تقدم منح لمختلف القطاعات والتخصصات حتى المنح لذوي لمؤهلات المتوسطة.
واذا عدنا للصين هنا وجب طرح تساؤل هل الكورونا تاتي في اطار عرقلة الصين تقنيا للقضاء على الجنس الصيني؛ كما تقول الوزيرة الفنلندية الرغبة في القضاء على ثلث سكان العالم. خاصة ان تقارير المستقبل تؤكد ان سكان العالم في تقلص عددي عدا القارة الاسيوية والافريقية فهم في ازدياد ملحوظ. فهل الجنس الصيني والاسيوي يهدد الأمن القومي الامريكي؟ لذا من المهم تحجيمه وتقليصه لصالح من يحكم العالم ؟. وهذا تساؤل لا املك الاجابة عنه وانما سأتركه للقارئ.
- 5. الصعود السلمي للصين وتغير بنية النظام العالمي:
يمر العالم حاليا بمرحلة مخاض لتغير بنية النظام العالمي من نظام احادي القطبية إلى نظام متعدد الاقطاب تكون الصين احد ابرز اقطابه، بل ان المتابع سيجد أن التقارير المستقبلية ترى ان الاقتصاد الصيني سيفوق الاقتصاد الامريكي مع عام 2050 في اقصى تقدير. والان نشاهد الكورونا تتسبب في نزيف يومي للاقتصاد الصيني يتعدي الترليون دولار يوميا. وهنا لن ابالغ في نظرية المؤامرة، ولكن سأطرح جدال نظري بين انصار الصعود الصيني والهيمنة الامريكية داخل حقل العلاقات الدولية.
فقد شغل الصعود الصيني نظرية العلاقات الدولية كمحاولة لتفسير الدور الصيني في العلاقات الدولية وتعود ارهاصات هذه الجهود النظرية خلال نهاية السبعينيات للقرن الماضي الذي جاء معه الاعلان عن سياسة الانفتاح الصينية نحو العالم فدار الجدل بين مدارس نظرية العلاقات الدولية حول اشكالية الطابع الغالب على العالم هل “الثورة والحرب” أم “السلام والتنمية” التي يطرحها الجانب الصيني وانتصرت آنذاك رؤية الاصلاحين والواقعين أن الصين دولة طبيعية ومن حقها أن يكون لها مصلحتها القومية. وتجدد الجدل مع حقبة التسعينات حول ماهية “المصلحة القومية الصينية”هل ترتبط بالمؤسسات الدولية والقانون الدولي أم تقدم طرحا مغايرا وارتبط التساؤل النظري بالاشكالية الخاصة ببنية النظام العالمي، وحالياً يدور الجدل حول مدى امكانية “الصعود السلمي للصين” وانقسم الجدل بين من يتعتبره مناوره تخفي ورائها تهديدا للتنظيم الدولي وبين من يؤكد أنه صعودا سلميا.
هنا سنجد أن الجدل قد احتدم بين انصار الصعود السلمي للصين وانصار الهيمنة الامريكية الذين يؤكدون أن صعود اي قطب لا يأتي إلا بالصعود الدموي فالنتذكر نظرية “صدام الحضارات” لهنتنجتون حيث اشار بوضوح إلي صدام الحضارة الكنفوشوسية –التي تمثلها الصين- مع الحضارت الاخرى ويرى انصار رواد المدرسة الواقعية أن الصين من خلال صعودها نتيجة ما تمتلكه من مقدرات للقوى ستتصادم حتما مع الولايات المتحدة الامريكىة فهى مختلفة ايديولوجيا وتمثل ثقافة مغايرة ومن ثم فصعودها يمثل تحدي للنظام الدولي. هذا علاوة على أن تاريخ الانسانية يؤكد حقيقة أن صعود أى قوى لم يكن سلميا على الاطلاق؛ فالعالم يحكمه قانون الغابة القانون الحديدي، وأن الأقوى هو من يعلو صوته دوما. هذا علاوة على ان الدول المهيمنة لن تسمح أبدا للقوى الصاعدة أن يعلو اسهمها بشكل سلمي وأن مقدرات الصين كقوى عظمي مازالت في طور التكوين لذا فالدولة العظمى القطب الاوحد (الولايات المتحدة) لن تتركها تصعد بشكل سلمي.
الامر الذي ينفيه الباحثين الصينين أمثال Zheng Bijian حيث يؤكد أن صعود الصين هو “صحوة سلمية” وأن الصين لن تكرر طرق الدول العظمي السابقة خلال صعودها بالقوة والحرب والتوسع العنيف الذي اتبعته للسيطرة على العالم.
فهل الكورونا وما سبقها وما سيلحقها تمثل الصعود الدموي أم ان الصين ستنجر إلى حرب عالمية ثالثة بفعل النهج الامريكي كما يؤكد هنرى كسنجر في كتابه “النظام العالمي الجديد”؟
6- الكورونا هل هى أخر المطاف؟:
هنا سأترك الجدل النظرى لاستحضر علم ادارة الأزمات واتذكر سيناريو الإدارة بالأزمة الذي يتعتبر أن القوى صانعة الأزمة لن تهدئ إلا بتحقيق اغراضها وهدفها من افتعال الأزمة وستتبعها بأزمات متتالية من نفس النوع حتي يستسلم الضحية لاغراض الفاعل والجاني.
والأن علينا طرح عدة ملاحظات:
- – تصريحات الوزيرة الفنلندية بالاتهام الامريكي
- – صدور دراسة هندية تثبت ان الفيروس مخلق
- – الاعلان الامريكي عن وجود مصل تمتلكه للتعافي
- – الرفض الصيني بالاعتماد على المصل الامريكي (فالصين لم ترضخ حتى الان)
رغم ما اطرحه من ملاحظات قد لا ترتقي إلى كونها مجرد تكهنات او اتهامات بدون دليل، ولكن سأنتقل إلى السياق السابق للكشف عن فيروس الكورونا.
- – ازمة هونج كونج والدعم الامريكي لها
- – ازمة الروهينجا والدعم الامريكي لها
- – ازمة تايوان والدعم الامريكي لها
- – ازمة بحر الصين الجنوبي والصدام الامريكي الصيني
- – التواجد الامريكي في منطقة المحيط الهادي والدعم الامريكي للهند لتكون بديلا عن الصين بالمنطقة
- – الحرب التجارية الامريكية الصينية
- – ازمة الايغور والدعم الامريكي للتنظيم الذي اعتبرته عام 2002 تنظيم ارهابي
- – الاتفاق الصيني الامريكي قبيل ازمة الكورونا لتهدئة الحرب التجارية فهل يمكن اعتبار ذلك خطوة لصرف الانظار عنها؟ خاصة ان بعد الكورونا تواجه السلع الصينية كساد بسبب الخوف من الفيروس.
هنا السؤال المهم هل الكورونا هى الأزمة الاخيرة في الصراع الصيني الامريكي ام انه فصل جديد لمرحلة جديدة من الصراع؟ هل سنشهد ازمات جديدة بيولوجية فتاكه للقضاء على الجنس الصيني او لتحجيم العملاق الصيني الصاعد؟ ام أنها مجرد وباء منتشر بمختلف دول العالم؟
هنا سأطرح الاجابة وسأكف عن طرح التساؤلات:
الإجابة بكل تأكيد ستتعرض الصين لأزمات بيولوجية خطيرة خلال المرحلة القادمة بدون أدني شك على الإطلاق. فلن تهدئ الولايات المتحدة عن الدفاع عن مصلحتها القومية حتى ولو على حساب استقرار العالم وأمنه فأمريكا اولا وفقا لتصريحات الرئيس الامريكي. ولكن قد يرى البعض ان بمجرد خروج ترامب عن السلطة ستكون الاوضاع افضل تجاه الصين، هنا سأختلف مع هذا الطرح فالولايات المتحدة هى دولة مؤسسات ففي العقد الثاني من الالفية عقدت مشروع بحثي كبير حول رؤية القوى العالمية لمستقبل بنية النظام العالمي ووضعت بدائل لصالح الولايات المتحدة للحفاظ على هيمنتها وتفوقها بكل السبل.
فعلى المارد الصيني أن يعي أن الصعود السلمي لن تسمح به الولايات المتحدة وأن سياسة التنمية وعدم التدخل أمر لم يعد قائم فعليه ان يغير من نهجه وسياسته. وهذا ما سينقلني للمحور الأهم صفقة القرن وسأشير ايضا لسد النهضة.
7- صفقة القرن وسد النهضة وتغير السياسة الخارجية الصينية:
صفقة القرن هى مشروع امريكي للقرن الجديد لتغير شكل المنطقة والتفاعلات وجاءت في توقيت مهم لحماية كرسي الرئيس الأمريكي بعد خطر العزل ليخرج منتصرا من الصدام مع الديموقراطيين وكي لا اشخصن الامر في شخص ترامب. ولكن لابد للقارئ الكريم ان يعي ان الصفقة هي صنيعة المؤسسة الامريكية منذ بداية حقبة الالفية حيث أخذت دراسات الحرب والسلام بدراسة الوضع بالتعاون مع جامعتي هارفارد وفلوريدا وارسلت جامعة هارافارد مع بداية الالفية فريق بحثي إلى المنطقة لاستكشاف ابعاد الوضع الجديد الذي تقبع عليه المؤسسات الامريكية منذ عشرون عاما والذي لم يكشف فقط إلا عن الفصل الأول الموجه للفلسطينين وبقية فصول الصفقة هى للمنطقة ككل. للاسراع بهرمجدون وفقا للرؤية المسيحية الصهيونية الامريكية
المنطقة العربية وايران لصالح إسرائيل.
هنا على المفاوض الصيني ان يتسأل وما علاقتي أنا بالمنطقة والصفقة:
- – المنطقة حال تحقق الصفقة ككل ستكون امريكية النفوذ تماما بقيادة صهيونية تركية وفقا لخطة امريكية تسمى الولايات المتحدة الابراهيمية كخطوة لازاحة تركيا بعد ذلك لتصبح المنطقة بقيادة صهيوامريكية خالصة
- – المنطقة تحصل خلالها الصين على 60% من الطاقة، ومن ثم اي نفوذ امريكي على المنطقة ككل سيهدد مصادر الطاقة التي تحصل عليها الصين
- – مبادرة الحزام والطريق التي تمر بالمنطقة كمحور مهم وترفض الصين انضمام الولايات المتحدة لها. فكيف ستتصرف حال هيمنة امريكا تماما على المنطقة.
- – الشراكة الصينية الاسرائيلية تتم بعلم وموافقة امريكية فلن تضحي اسرائيل بشريكها الداعم والأب المدلل لها لصالح الصين
- – ان العنصرية الاسرائيلية الصهيونية ترى الجنس الاصفر بمنطور استعلائي لصالح شعب الله المختار والدليل رفض اسرائيل اعتبار نفسها في مبادرة الحزام والطريق مجرد نقطة مرور وأنما شريك يقدم للصين التكنولوجيا الحديثة المتطورة في خطوط السكك الحديد بالمبادرة بل ولتنمية الصين ذاتها عبر تكنولوجيا الزراعة الحديثة بمدن جنوب غرب الصين.
- – وجود اسرائيل مع الصين مثله مثل وجود فرنسا او المانيا اوالهند بالمبادرة فجميعهم حلفاء للامريكان واذا رغبت امريكا في ايقاف المبادرة بتلك الدول ستطلب فقط .
هنا قد يجد المفاوض الصيني نفسه امام تساؤل أليس حال تلك الدول كحال الدول العربية الشريكة للامريكان:
الاجابة ستكون بالنفي لأن الدول العربية لا تحركها مصالح عقائدية كحال اسرائيل او ايديولوجية كحال الدول الاوروبية والهند ولكن بحكم ان الولايات المتحدة القطب الاوحد. كما انها تحرص على العلاقة مع الصين بحكم انها قطب صاعد خاصة ان الثقافة الكونفوسوشية قريبة للفكر الصوفي والتقاليد الاسرية الصينية قريبة للفكر الشرقي العربي المحافظ، علاوة على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية. واذا استطاعت الصين الدخول بقوة ستجد الدول العربية وضعها مساند وداعم دون شك.
هنا سأنتقل إلى سد النهضة حيث اعتبره أحد مراحل صفقة القرن الامريكية، وهنا ساطرح عدد من الشواهد التي تؤكد ذلك:
- – الوساطة الامريكية رغم ان مصر طلبت من البنك الدولي وانما تدخلت الولايات المتحدة عارضة خدماتها
- – اعلان صفقة القرن ومصر في مباحثات السد بواشنطن
- – اعلان اثيوبيا انها ستتوصل الي تفاهمات مع مصر قبيل اعلان الصفقة لتهادن مصر في موقفها من صفقة القرن
- – بعد اعلان الصفقة واقتراب مباحثات الاتفاق النهائي ترفض اثيوبيا حضور التوقيع لتحصل على مهلة لاستكمال البناء ومزيد من الفرص للضغط على مصر
- – الدعم الاسرائيلي لاثيوبيا سواء بتوربينات صورايخ تأمين السد او بالدعم التكنولوجي وخلافه
- – الرغبة الاسرائيلية في مد مياه النيل اليها كما ذكرت في خطة اسرائيل 2020 ان بحلول هذا العام ستوافق مصر على مد المياه اليها عبر ترعة الاسماعيلية, فهل يمكن قراءة التعنت الاثيوبي للوصول لحل وسط وتراجعه عن التقدم في الاتفاق مع مصر لصالح المطلب الاسرائيلي؟
- – ايصال المياه الي اسرائيل هو جزء من المخطط الامريكي لتحقيق الولايات المتحدة الابراهيمية في المنطقة التي هى احد فصول صفقة القرن للوصول الي اسرائيل من النيل للفرات.
- – تقتضي الخطة بان اسرائيل بعد وصول المياه اليها ستطالب بادارة المياه وفقا لمبررين اولا امتلاكها تكنولوجيات ترشيد استخدام المياه، ثانيا أن يهود الفلاشا قد وجدوا على منابع نهر النيل وبحكم ميثاق الاتحاد الافريقي فهم مازالوا افارقة لذا فستستقي مبرر الادارة التي تطرح خلال الخطة انه تحكم مركزي في الموارد، ومن ثم سيحق لها التدخل لتحديد اولويات التنمية وعلينا ان نرى طريقة تعاملها مع الفلسطينين بشأن المياه ومع الاردن بشأن نهر الاردن.
- – اذا ارجعنا الخيال العلمي للنقاش فعلينا ان نتذكر فيلم اكوا مان رجل المياه الذي يعكس النهج الماسوني الصهيوني بمدينة غارقة في المياه يحق للابن غير الشرعي حكمها لانه هو من يمتلك مبررات القيادة. فهل يمكن اعتبار تكنولوجيا ترشيد المياه هي مبررات القيادة؟
هنا سأنتقل إلى ضرورة تغير المارد الصيني لنهجه السياسي في ادارة ملف السياسة الخارجية، وساستقي المبررات التالية:
- – مبدا عدم التدخل لم يعد صالح لان الولايات المتحدة تتدخل في كل شأن بل تهدد بقاء الصين وليس نفوذ الصين
- – الصعود الصيني يقنضي وجود اوراق ضغط كثيرة على القوى المناوئة كي تكف عن افعالها غير الاخلاقية
- – الامر يحتاج لتحويل الدفة فالدبلوماسية كقطعة الشطرنج تحتاج لاعادة نظر تجاه قوة الخصم واستخدام كافة الادوات دون المراهنة على اداة دون اخرى
- – الكورونا لن تكون الازمة الوحيدة فعلى الصين ان تقلب الطاولة على الولايات المتحدة في مناطق نفوذها ومشروعاتها التي ترعاهها والا ستستمر تعاني حتى تتقزم كما تريد امريكا.
هنا يأتي السؤال كيف توظف الصين صفقة القرن وسد النهضة لصالحها في التصدي لوباء الكورونا والدور الامريكي المقوض لها:
- – اولا سد النهضة: التدخل بثقل للضغط على اثيوبيا للانصياع للوصول لحل وسط يغير معايير القوة واجهاض مخطط الولايات المتحدة الابراهيمية الامريكي (صفقة القرن) الذي سيستفيد منه امريكا واسرائيل معا.
- – التصعيد الصيني بمجلس الامن ضد الولايات المتحدة تجاه صفقة القرن
- – التصعيد الصيني بمجلس الامن ضد تشريع بناء المستوطنات
- – التصعيد الصيني بمجلس الامن ضد الانتهاك الامريكي لملف حقوق الانسان بأبو غريب وجوانتانمو وبمبرر احتلال العراق وغيره
- – التصعيد الصيني ضد النفوذ التركي في المنطقة غير المشروع بداخل مجلس الامن كوجودها بليبيا وباقليم شرق المتوسط وبسوريا
- – اثارة قضية قبرص التركية المزعومة بمجلس الامن
- – رفض صفقة القرن والتنسيق مع الروس بشأنها
- – دعم قوات حفتر بالسلاح الصيني والروسي لتحويل الامر على الارض وتقزيم الوجود التركي ومشروع الاخوان المسلمين الذي يمثله السراج واردوغان الذي يحقق المصالح الامريكية بالاساس. وعلى الصين هنا ان تتذكر الدعم الامريكي لتركيا في ملف الايغور.
- – تعليق استفادة اسرائيل من مبادرة الحزام والطريق شريطة تعاطيها مع حقوق الفلسطينين التي تنص عليها القرارات الاممية
واخيرا وليس اخرا ، لابد أن نعي ان الكورونا وباء ينذر بتفاعلات سياسية جديدة تقتضي ان نحسن ادارة لعبة الشطرنج لينقلب السحر على الساحر ضد قوى الشر ليس من المنظور الامريكي ولكن من منظور التعايش السلمي.