الفيفا وإسرائيل… كاس العالم والسقوط في الهاوية
بقلم د هبه جمال الدين
نائب رئيس الدراسات المستقبلية معهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية
خلال لقاء رئيس الفيفا وبينت عرض تنظيم إسرائيل لكأس العالم ٢٠٣٠ بالشراكة مع دولة عربية، واقترح أن تكون الامارات. اعتقد انها أسخف نكته قد يسمعها عاقل.
فهل نسيت الفيفا الاطفال ضحايا هبة القدس؟، إذا توقفنا عما حدث هذا العام فقط، وانما إذا احصينا جرائمها في حق الرضع والاطفال والنساء والشيوخ فيكتب مجلدات.
كيف ستتعامل الفيفا مع الامهات و أهالي الشهداء والجرحي والضحايا ؟
هل سيغضون الطرف أم أنهم سيطلبون دم أبناءهم؟
هل نسيت الفيفا أن اسرائيل دولة الاحتلال الوحيدة في العالم الان ؟
ربما يبرم القادة اتفاقيات ولكن لن تفرط الشعوب.
اذا وافقت الفيفا علي ذلك، فهي تعرض أمن وسلامة كافة المشجعين للخطر، بل وستكون قد ارتكبت خطأ بانتهاكات حقوق الإنسان، انظروا لسجلات القتل والقمع ضد المدنيين والعزل بفلسطين.
وستعرض سمعتها وشعبيتها للتراجع في المنطقة، وبدول العالم الشريفة التي ترفض سياسات الكيان المحتل.
أما الدولة العربية المرشحة سواء كانت الامارات او غيرها،
فهل تنظيم كأس العالم علي الارض المغتصبة سيمنع قرار ضم الأراضي الفلسطينية كما اعلنتم في قرار التطبيع الابراهيمي؟ أم أنه يؤكد اغتصاب الارض بالفعل
كيف ستواجهون الغضب الشعبي بدول العالم العربي والإسلامي الحشود التي ستدخل بلادكم وترفض ذلك التطبيع؟
فهل لديكم ادوات القمع الكافية لمواجهة غضب الملايين ام ستكون المباريات زووم!؟
أما إسرائيل فهي الخاسر الاكبر؛
فعلي بينت وجميع الصهاينة أن يعوا أن مثل هذا القرار في غير صالحكم بكل معايير المنطق؛
فمازلتم كيانا ملفوظا مكروها، بسبب سياسات القمع والقتل
وكاس العالم لن يطفي القبول علي وجودكم، وانما هي الفرصة لتدخل الحشود الرافضة للأرض التي اغتصبتموها والبقية ستعلمونها في حينه. فهل لديكم السجون والمعتقلات الكافية أم أن سجن الجلبوع سيكفي!؟
وبشأن الغرب وبقية العالم فزيارته لكم ستكون فرصة لنا؛ ليري العالم كم العنصرية التي تمارسونها في حق الشعب الأعزل ويكونون الصورة بأنفسهم؛ فهذا الانطباع سمعت عنه لدي كثير من الاصدقاء في أوروبا وأفريقيا وامريكا اللاتينية، فمن زار منهم كيانكم المغتصب تبدلت قناعته حول دولة التقدم والديموقراطية ليري دولة مريضة بالعنصرية التي تسير في عروقكم، ولن تستطيعوا ابدا تغيرها.
ستخسرون كما تخسرون دوما وكاس العالم، سيسكب فوق رؤوسكم جميعا.
وبعد هذه الرسالة ساوضح للقاريء لماذا كاس العالم، واختيار دولة عربية مطبعة كشريك للتنظيم ؟وما دلالة هذا الربط بالاتفاقيات الابراهيمية؟
ببساطه الابراهيمية هي مدخل الشعوب لتقبل بهذا الكيان المغتصب؛ في زي مدعي التسامح في إطار العائلة الابراهيمية الواحدة؛ عبر بناء هوية جديدة لتقبل بعد ذلك بتقاسم كل شيء داخل الأسرة الابراهيمية الواحدة، ثم اغتصاب كل شيء بعد ذلك.
وتعي إسرائيل ولع الشعوب العربية والإسلامية بكرة القدم، وتتوهم أن باستضافة كاس العالم يمكنها التغلغل في الشارع العربي، متخفية في ظهر دولة عربية ثرية فهي كل محاولة لها التغلغل بالشارع، يقابلها رفضا وهجوما شعبيا كبيرا.
تذكروا حادثة الممثل المصري كانت في الإمارات اساسا ، ولم تستطع كسب الارض خاصة أنها اختارت ممثلا محبوبا من الطبقة الشعبية الأكبر التي لا تجد اسرائيل مكانا بينها أملا في تقليده حبا وولعا ، ولكن المارد المصري والعربي لفظ هذا الفعل المشين.
فحاولوا الان النفاذ عبر الفيفا ولكنهم يلعبون بالنار ، فلن يقبل العرب والمسلمون ذلك.
فمازلتم مرفوضون وستظلون كذلك ، حتي توافقون علي العيش المشترك عبر اعلان الدولة الفلسطينية علي حدود ٦٧.
وعلي القاريء أن يسأل هل الأمر فقط المستهدف منه التطبيع!
بالطبع لا فهو خطوة أولية لمشاريع قادمة بعد ذلك، منها عودة الصهاينة من اصل عربي للدول العربية ، ثم تدهور وضع دول المنطقة وتفتيتها وإعلان فشل الدول القومية بالمنطقة، والحل السحري إقامة اتحاد فيدرالي ابراهيمي ” الولايات المتحدة الابراهيمية” بقيادة إسرائيل، وقبولها هو مفتاح السر عبر الرابط الابراهيمي والهوية الابراهيمية الجديدة لتقبل الشعوب بعد موت حكومتها بحكم إسرائيل، لتتحكم مركزيا في الموارد عبر الصهاينة العائدون للدول العربية تطبيقا لنظرية النخبة الحاكمة المسيطرة على الحكم ومقاليد القوة.
ان المرحلة الحالية الان النفاذ للشعوب العربية والإسلامية، فاحذروا أما الحكومات فتواجهها تحديات جمة بهدف القضاء عليها كي لا تبقي حتي الدول المطبعة ذاتها؛
انظروا الي ما يحدث من الصهاينة في دبي فأكبر صفقة مخدرات بالشرق الأوسط، تم تهريبها من قبل صهيوني متطرف. لانه ينظر لنا كعرب نظرة متدنية فالعرب ليسوا إلا حشرات وجرذان كما يدرسون في مدارسهم بإسرائيل حتي الآن. ومن ثم فتدمير العرب واجب مقدس بالتلمود.
فالعربي الطيب هو العربي الميت
فلن تبقي أية دولة عربية مطبعة في المخطط الابراهيمي الجديد.
هنا علي كافة اتحادات الكرة العربية والإسلامية أن ترفض هذا العرض الصهيوني، وحدوثه مرهون بتغير سياساتها ووقف آلة القتل وسلب الارض، وإعلان إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود ٦٧ والقدس الشرقية عاصمة لها ،وعودة الجولان ومزارع شبعا.
وقتها يمكن ان نقبل أن تستضيف اسرائيل لكأس العالم.
ومن المهم عمل حملة شعبية رافضة لهذا الاقتراح المدمر، فظاهره الرحمة وباطنه العذاب.