عيد الغطاس من الأعياد “السيدية” وهى الأعياد الخاصة بالسيد المسيح وعددها 15 عيدًا، الاسم الكنسي هو “الظهور الإلهي، أو عيد الأبيفانيا” وتعني “معمودية بالتغطيس” وطبقًا لما جاء في الانجيل، أن الروح القدس ظهر على المسيح أثناء عماده في نهر الأردن، على هيئة حمامة، وجاء صوت من السماء يقول “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”

فى روسيا تتم مباركة المياه من قبل رجال الدين ويحتشد المواطنون الروس في طوابير طويلة أمام الكنائس طلبا للمياه المقدسة، وأيضا يغطس الروس في الانهار والبحيرات المتجمدة حيث الاستحمام فى مياه درجة حرارتها منخفضة للغاية فى هذه الليلة، وهو من مظاهر هذا العيد، وتحتفل الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية بإقامة القداس الديني في الكنائس، أما عن الغطس في المياه المتجمدة فهو ليس فرضا على المؤمن، لكنه تقليد قديم يتبعه معظم الروس حيث يعتقد أن الغطس فى المياه الباردة يحمى الجسم من الانفلونزا طوال العام كما أنه يطهر الروح ويعطى الجسم مناعة ضد أمراض البرد. (يجب ان ننوه الى ان الاجهزة المعنية تقوم بتجهيز أماكن مخصصة للغطس لاستقبال الراغبين بتأدية طقوس عيد الغطاس، و يشارك رجال الإنقاذ والأطباء وعلماء النفس والغواصين في توفير جميع الوسائل اللازمة، حيث يتم عمل حفرة فى الانهار المتجمدة على شكل صليب ويتم مباركة المياه من قبل رجال الدين.

توقفت كثيرا أمام طقس من طقوس هذا العيد عند الروس، وهو الغطس فى الماء المتجمد والتى قد تصل أحيانا الى 20 تحت الصفر ولكننى تذكرت واحدا من اجمل اشعار (أبو نواس) الذى قال فيه،

 وداوها بالتي كانت هي الداء … وعلى الفور أخذت ملابس السباحة وهرعت الى النهر لاخوض واحدة من التجارب المثيرة والتى لا تنسي.